يُمكن تعريف الحوكمة (Governance) بالقوانين والقواعد والإجراءات التي تُحدد الأهداف والمسؤوليات بين المؤسسات وتأطّر وتُنظّم العلاقات بينها. وعلى مُستوى القطاع العام، تعبر الحوكمة عن القواعد التي تُدير بها المؤسسات الشأن العام والموارد العامة في إطار يضمن سيادة القانون والرقابة والشفافية والمساءلة ومُحاربة الفساد. ونظراً لأهميتها أصبحت الحوكمة اليوم من أهم المتطلبات لتنظيم العمل ووضع النظم والقواعد لإدارة المؤسسات والرقابة عليها وتطبيق أسلوب مُمارسة الإدارة الرشيدة، كما أنها تُعد اليوم أحد الأسس الرئيسية لتحقيق النمو المستدام وأهداف التنمية المستدامة.
ونظراً للدور المهم الذي أصبحت تلعبه الحوكمة على مُختلف المستويات، أولى المعهد العربي للتخطيط أهمية بالغة لهذا الموضوع والذي أضحى محوراً أساسياً ضمن الخدمات والأنشطة التي يُقدمها. وهو يتطرّق لهذا الموضوع من خلال العديد من البرامج التدريبية التي يقدّمها في إطار بناء وتطوير القدرات البشرية لمختلف المؤسسات العربية، والتي من بينها "الحوكمة والإصلاح المؤسسي في القطاع الحكومي"، و"التطوير المؤسسي والبشري"، و"القيادة الإبداعية والتميز المؤسسي". ويُركّز في هذا الإطار على استعراض العديد من التجارب الناجحة ودراسة الجوانب المختلفة للحوكمة ويقوم بتحليل مُؤشراتها المختلفة والتي من أهمها مؤشرات البنك الدولي التي تعتمد على عدة أبعاد للحوكمة وهي التعبير والمساءلة، والاستقرار السياسي وغياب العنف والارهاب، وفاعلية الحكومة، وجودة التنظيم، وسيادة القانون، ومُحاربة الفساد.
من جانب آخر، تظهر أهمية موضوع الحوكمة بالنسبة للمعهد العربي للتخطيط من خلال:
الدراسات الاستشارية والدعم المؤسسي التي يُقدمها المعهد إلى مُختلف الدول العربية، خصوصاً في إطار إعداد وتقييم الخطط الإنمائية.
البحوث والدراسات التنموية المختلفة التي يقوم بها والتي ترتبط بالإصلاح المؤسسي وتحسين الكفاءة والفعالية المؤسسية وتحقيق الجودة ورفع مستوى الأداء.
بعض اللقاءات التنموية التي دأب على تنظيمها وإعدادها أو المساهمة في تنظيمها مع مُؤسسات أخرى عربية أو أجنبية.