يعرف التخطيط بأنه نشاط علمي ينطوي على تدخل إرادي لتحقيق غايات محددة تستهدف نقل المجتمع والاقتصاد من وضعهما الراهن الى وضع آخر مرغوب الوصول اليه في المستقبل. ويمثل التخطيط الإنمائي السليم القائم على أسس علمية ومنهجية منضبطة أساس مختلف الأنشطة التي يقدمها المعهد العربي للتخطيط في مجالات التدريب والبحوث والاستشارات والفعاليات التنموية الأخرى، حيث يمثل التخطيط الإنمائي محدداً أساسياً لنجاح وتراكم جهود التنمية في الدول العربية لتحقيق أهدافها المنسجمة مع أهداف التنمية المستدامة SDGS-2030. ويركز منظور المعهد حول التخطيط الإنمائي على منهج "التخطيط التأشيري" القائم على دور فاعل وذكي للحكومات لتوجيه النشاط الاقتصادي وإصلاح هياكله من خلال تأسيس منظومة الحوافز المناسبة لتعزيز دور القطاع الخاص المحلي والاجنبي في الاقتصاد وذلك وفق قواعد وآليات عمل السوق.
وبالنظر الى متطلبات وشروط نجاح التخطيط الإنمائي العديدة على المستوى الفكري والفني، بادر المعهد بتقديم العديد من البرامج التدريبية المتخصصة والاستشارات والبحوث العملية بهدف تقديم الدعم الفني والمؤسسي للقائمين على صياغة الخطط التنموية ورسم السياسات وتنفيذها وتقييمها، لا سيما من خلال برامج تدريبية مباشرة حول "التخطيط الاستراتيجي" و"التخطيط الاقتصادي والاجتماعي" و"تقييم ومتابعة خطط التنمية" و"إدارة الازمات والتعافي الاقتصادي" و"النمذجة ورسم السياسات الاقتصادية". بالإضافة الى ذلك يقدم المعهد دعمًا فنيًا وتدريبًا متخصصًا للكوادر الوطنية القائمة على صياغة وتنفيذ السياسات الاقتصادية والاجتماعية ذات الصلة بتطبيق الخطط التنموية على غرار "تمويل التنمية" و"التنويع الاقتصادي والسياسات الصناعية الحديثة" و"الحوكمة والتطوير المؤسسي" و"الأنظمة الحديثة للإدارة الحكومية" والتمكين الاقتصادي" والشراكة بين القطاع العام والخاص" و"تطوير القطاع الخاص" والتدفقات المالية الدولية والتنمية" وريادة الاعمال وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة". كما يساهم المعهد بصورة فعّالة في إعداد ومراجعة الخطط التنموية لعدد من الدول العربية، بالإضافة الى توجيه عدد هام من البحوث والاصدارات الى مجال التخطيط الإنمائي سواء كان في تقرير التنمية العربية أو في اصدارته الأخرى، على غرار "دليل التخطيط" و"دليل الخرائط الاستثمارية".